أذكر حادثة تختصر وضع المرأة في مجتمعنا يومذاك، أعرف شخصا انتهت به ظروفه الى الوحدة فاستأجر خادمة هندية يدفع لها مايعادل مائة دولار شهريا، كان بخيلا، و قاده بخله الى فكرة أن يحصل على خدمة مجانية، فماذا صنع؟ تزوج الخادمة!
كانت والدتي لا تقرأ و لا تكتب، و مع ذلك كانت تردد الكثير من الأمثال والحكم، بعضها تعلمتها من الأكبر منها سنا، و الكثير منها تعلمتها من مشاكلها التي لا تنتهي مع ضراتها الثلاث.
تزوجت بوالدي في العاشرة من عمرها. و من ذاك اليوم بدأ مشوار الخدمة، لم يكن معنى لحياتها سوى أنها تحمل وتلد وتربي وتقوم بشؤون البيت، و تشتكي ظلم زوجها و ضراتها.
ربما كان عزاؤها أنها تشارك كثيرا في الطقوس الدينية التي يكثر فيها البكاء على الأموات المقدسين ، كانت تصحبني الى تلك المراسم.عندما أراها تبكي ينتابني شعور أنها تبكي على حالها أكثر من بكاءها على أولئك الأموات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق